هل أصبحنا ننسى كثيراً و نفقد التركيز سريعاً؟
Posted on May 02, 2017 by Mais Malkawi, One of Thousands of Life Coaches on Noomii.
طور قدراتك العقلية و قوي ذاكرتك
اخترع الانسان الأجهزة الإلكترونية (الهواتف و الأجهزة الذكية) لتسهل عليه انجاز مهماته و تواصله الاجتماعي مع الآخرين، لكن الخطر يكمن في الاعتماد على هذه الوسائل دون وعي منا للأضرار التي قد تنتج من حلولها محل عقل الإنسان و ذاكرته.
كثيرا ما نسمع في هذه الأيام و نردد :“أصبحت أنسى كثيرا”، “لا أستطيع حفظ الأرقام”، “يصعب علي التركيز” ، و كثيرا من هذه العبارات التي تتضمن تعبيرات عن مشاكل ذهنية و صعوبات في المهارات العقلية.
من الملفت للنظر أن الإنسان الذي ابتكر هذه الوسائل المتطورة جدا أصبح غير قادر على الاستغناء عنها، و في كثير من الأحيان أصبحت تحل مكانه،و هذا أمر في غاية الخطورة حيث أننا لا نعي مدى تطور العقل البشري و قدرته التي تفوق قدرة هذه الأجهزة بملايين المرات و كفائته العاليه على ابتكار و اختراع المزيد و لكن فقط اذا قمنا باستخدامه.
لم يخلق شخص بذاكرة قوية وآخر بذاكرة ضعيفة بل هناك شخص قام بتمرين ذاكرته و الاعتماد على عقله و آخر لم يفعل، فالأول يتمتع بعقل ذو لياقة عالية و قدرة ادراكية قوية و الآخر لا يتمتع بهذا.
كلما كلفنا الدماغ بمهمات تحتاج الى جهد أكبر كلما زاد هذا من تطوره، و فيما يلي بعض العادات التي تؤثر على قدرة العقل الإدراكية و تؤدي الى تطورها:
- ١. الكتابة باليد: تعزز الانسجام بين جزئي الدماغ الأيسر و الأيمن ،تعمل على تهدئة الأعصاب و تساعد على تذكر المعلومات المكتوبة بشكل أكبر.
٢. تعلم اللغات له تأثير خارق على قدرات العقل فقد أجريت عدة دراسات على أشخاص يتحدثون أكثر من لغة و تبين أن كثافة القشرة الدماغية لديهم أكبر من غيرهم من الذين يتحدثون لغة واحدة فقط فهم قادرون على:
- إنجاز أكثر من مشروع في وقت واحد و بنجاح
- التركيز على المعلومات ذات الصلة بالموضوع الذي يعملون عليه و تجاهل ما ليس له علاقة
- يتمتعون بذاكرة قوية و فرصة إصابتهم بالزهايمر تكاد تكون معدومة.
٣.القراءة :
- تقوي الوصلات العصبية و تؤدي الى تطور القدرات الدماغية
- تقوي التركيز و تنشط الذاكرة حيث أن الإنسان يتأمل و يتخيل و يفكر و يحلل أثناء القراءة.
- تؤدي إلى تنمية القدرات التأملية و التعبيرية و التفكير بشكل غير مألوف.
- مقاومة الاكتئاب و التوتر حيث يتخلص الانسان من أفكاره السلبية التي قد يكتسبها بفعل تجاربه الاجتماعية
٤.التلوين و خاصة للأطفال حيث أنه مهارة تحتاج للكثير من الجهد و التركيز بدأ من اختيار اللون و مرورا بالإمساك به باليد و التركيز على أن نلون فقط داخل الخط، كل هذا الجهد انما هوه فرصة كبيرة نتيحها للعقولنا و عقول أطفالنا لتنمو عقد عصبية جديدة قادرة على ابتكار الكثير.
بعض التمارين التي تساعدنا على استاعدة تركيزنا وتقوية ذاكرتنا:
- تمرين عقارب الساعة: اجلس أمام ساعة فيها عقارب وقم بمراقبة عقرب الثواني لمدة دقيقة واحدة دون أن تفكر في أي شيء آخر.
هذا التمرين من أشهر التمارين لتقوية التركيز، ستجد صعوبة في البداية حيث أنك لم تعتد على عدم التفكير أو انتقاء أفكارك، فستستمر الأفكار بالظهور و لكن في كل مرة حاول أن تركز على العقرب و أن تخبر أفكارك بأنك ستعود اليها بعد دقيق، في المرة الثانية أو الثالثة سيعتاد عقلك على منع الأفكار من الظهور خلال هذا الوقت و ستصل الى مرحلة صفاء الذهن التي عادة نحصل عليها بعد تمارين التأمل.
هذا التمرين يعطي عقلك فرصة ليرتاح قليلا و يهدأ و ستشعر بأنك قادر على تأدية مهماتك بتركيز أكبر و هدوء و كفاءة أعلى.
- لا تتعرض للأجهزة الالكترونية و الهواتف الذكية قبل النوم، حيث أن التعرض للأضواء المنبعثة من شاشات هذه الأجهزة تؤثر على شبكية العين و هرمونات العقل فيبقى العقل في حالة النشاط بدلا من الاسترخاء مما يؤثر سلبا على قدرته على التركيز و انجاز الوظائف.
- عندما تقرأ كتاب و تنتهي قم بحفظ رقم الصفحة التي وصلت اليها بدلا من طيها و أعط عقلك مهمة أن يتذكرها عندما تعود لإكمال القراءة.
- قم بقراءة فقرة أو مقال بطريقة معكوسة ستمنح عقلك فرصة رائعة ليتمرن على التركيز
- قم بكتابة ملاحظاتك الصغيرة أو أهدافك اليومية بخط اليد بدلا من تسجيلها على هاتفك
- من وقت لآخر قم بممارسة لعبة تحتاج للتفكير مثل الشطرنج، السودوكو أو الكلمات المتقاطعة.
و تذكر أنك تمتلك جهازا أكثر تطورا من أي اختراع الكتروني على سطح هذه الأرض و انما عليك استخدامه بطريقة صحيحية لتتمتع بمزاياه، كلما تعلمت معلومة جديدة نشأت في عقلك عقدة عصبية جديدة و كنت في الطريق السليم نحو تطوير قدراتك العقلية و الادراكية.
ميس ملكاوي