الأهداف النهائية تقود للبدايات الأساسية

Posted on December 24, 2014 by Ahmed Maghrabi, One of Thousands of Entrepreneurship Coaches on Noomii.

نتشوق للوصول للنهايات فعندها يكون غالبا قطف الثمار والافتخار بتمام الانجاز وقد يصاحبها شعور مريح بوضع الحمل الثقيل والشعور بحرية افتقدت لوقت طويل. ولكن نهايات اشياء كثيرة لا تعني الا البداية بصورة اخرى.لعل أشهرها التخرج من الجامعه كنهاية تعلم أكاديمي لا تعني الا بداية للتعلم من الحياة بدون منهج وكتاب وقلم. واجزم ان أهمها نهاية الحياة لا تعني الا بداية للحياة الباقية، حياة الخلود. ومن امتعها نهاية لقاء الحبيب والارتباط به لا تعني الا بداية لرابطة تحتاج من العطاء والصفاء ما لا يقل أهمية عن مرحلة البحث عنه والاستحواذ عليه. ًنخطأ عندما نقول انتهينا وفي الحقيقة نكون قد بدأنا. سأل احد الصالحين متى ترتاح فقال عند اول قدم أضعها في الجنه (لعله الامام احمد). تأكد من الأشياء التي أنتهيت منها فهل حقاً انتهت ام بدأت بصورة اخرى. ارتباطنا بواحدانية الخالق قد تعني نهاية البحث عن الاله الحق ولكنها بكل تاكيد تعني بداية البحث في ذواتنا بما يجعلنا اكثر ارتباطا بوحدانيته.
ولعل من أخطرها النهايات التي يقررها لنا الأخرون. فكلمة قاسية من قريب أو رئيس قد تعني في ظاهرها نهاية لم نتوقها. والطلاق قد يعني نهاية وفي نفس الوقت هو بداية لحياة جديدة. الفشل في اختبار قد يعني نهاية وفي نفس الوقت تعني بداية قوية وأكثر تركيزا. ولا أجمل من الإبحار في سير العظماء لترى كيف صنعت منهم النهايات اللحظية بدايات جديدة لم تكن في الحسبان. لذا لا تفوض أحدا في اي وقت لكي يقرر عنك الموافقة على نهاية لا تريدها. وما أجمل مقولة شيخ الاسلام بن تيمية (ما يفعل أعدائي بي، أنا جنتي و بستاني في صدري أين ما رحت فهي معي أنا حبسي خلوة و نفيي سياحة و قتلي شهادة).
تذكردائما لا نهاية يقررها عنك أحد الا نهاية الحياة بيد الله. وفي كل مرة تشعر أنك أقتربت من نهاية لم تتوقعها قف وقل لا ليس بعد هناك بداية. بداية لما هو جديد.